من انقضى عنه المبدأ وفي مثل المذكور لا ينقضي عنه المبدأ.
استدلالات الأعمّيّ
واستدلّ الأعمّيّ بقوله تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) تبعا للاستدلال به في الروايات على عدم لياقة من سبق منه الظلم لمنصب الإمامة وإن تاب وصار عادلا ومن المعلوم أنّ ذلك لا يكون موجّها إلّا بأن كان المشتقّ موضوعا للأعمّ من المتلبّس بالمبدإ وإلّا فلا مجال للاستدلال به في من انقضى عنه المبدأ.
وفيه أوّلا أنّ الاستعمال في الأعمّ بقيام القرينة لا يكون دليلا لكون المشتقّ حقيقة في الأعمّ والقرينة هي فخامة أمر الإمامة والخلافة بحيث لا تنالها يد من تلوّث بلوث الظلم والمعصية ولو آناً ما وتشهد على هذه الفخامة الامتحانات المقدّماتيّة لإفاضتها مع كون إبراهيم عليهالسلام نائلا لمنصب النبوّة والخلّة.
وثانيا أنّ عنوان «الظالمين» مستعمل بلحاظ حال التلبّس ولو آناً ما لا بلحاظ حال الانقضاء كقولهم كان زيد ضاربا أمس لأنّ إبراهيم عليهالسلام أجلّ شأنا من أن يسأل عن الله تعالى تلك الإمامة الشامخة بقوله ومن ذرّيّتى بعد قوله عزوجل (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) لذرّيّته الذين يكونون في جميع عمرهم من الظالمين أو الذين يكونون كذلك في حال إعطاء الإمامة وبعده فالمناسب له هو أن كان يسألها للعادلين في جميع العمر أو في حال إعطاء الإمامة وبعده. فأجابه سبحانه وتعالى بنيل الذين لم يظلموا أصلا لتلك الرتبة دون من صدر منهم الظلم في برهة من الزمن وعليه فلفظ الظالمين بالقرينة المذكورة مستعمل في حال التلبّس لا بلحاظ حال الانقضاء فليس هذا الاستعمال دليلا على كونه موضوعا للأعمّ كما لا يخفى.
فلا وجه للاستدلال بالآية الكريمة لإثبات أنّ لفظ المشتقّ حقيقة في الأعمّ مع ما عرفت من تبادر لفظ المشتقّ في المتلبّس بالمبدإ واحتمال استعماله في الآية على وجه