لا ينافي ذلك فلا تغفل.
تنبيهات :
التنبيه الأوّل في بساطة المشتقّ والمراد منها
الحق أنّ المشتقّ موضوع لأمر وحدانيّ وإن كان عند التحليل العقليّ مركّبا من أمرين ذات ونعت وذلك لعدم انطباع شيء في مرآة الزمن عند إدراك المشتقّ إلّا صورة علميّة واحدة سواء كان بسيطا في الخارج كالأعراض كقولنا البياض أبيض أو مركّبا حقيقيّا كالإنسان ونحوه من الأنواع المركّبة أو مركّبا اعتباريّا كالدار والبيت وغيرهما.
وهذه البساطة بساطة إدراكيّة ولحاظيّة وملاكها وحدة الصورة الإدراكيّة سواء أمكن تحليلها إلى معان متعدّدة أم لا وعليه فالتحليل العقليّ لا ينافي البساطة الإدراكيّة واللحاظيّة فكما أنّ من نظر إلى النجم لا يرى في بدو النظر جسيما ونورا مرتبطين بل يرى معنونا بعنوان النورانيّة كذلك من رأى ضاربا لا يرى في بدو النظر ذاتا وضربا مرتبطين بل يرى معنونا بعنوان الضاربيّة الذي يعبّر عنه في الفارسيّة ب «زننده» وإن جاز تحليله في مقام الشرح إلى ذات ثبت له الضرب وهذا أمر لا غبار عليه وهو المناسب للمقام لأنّ البحث هنا عن مفاهيم المشتقّات لغة وعرفا.
ودعوى أنّ البحث لزم أن يكون في البساطة الحقيقيّة والعقليّة لا الإدراكيّة لأنّ البساطة الإدراكيّة ممّا لا يكاد يشكّ فيها ذو مسكة بخلاف البساطة الحقيقيّة فانّها قابلة للبحث من حيث خروج الذات عن المشتقّات وتمحّضها في المبدأ والنسبة أو من حيث خروج الذات والنسبة عن المشتقّات وتمحّضها في المبدأ فقط وكون الفرق بين مدلول لفظ المشتقّ ومدلول لفظ المبدأ فرق اعتباريّا مندفعة بأنّ المباحث الفلسفيّة التي يبحث فيها عن حقائق الأشياء لا تساعد المفاهيم العرفيّة واللغويّة