إِلَى فلان فِي حَاجَتي وَوَدَجاً ، أَي : وُصْلَةً وذَرِيعةً»(١) ، وسُمِّيَ بفعل الشرط ، لأنَّ «المتكلّم يعدُّ تحقّق مدلوله ووقوع معناه شرطاً لتحقّق مدلول الجواب ووقوع معناه ، ولا يمكن ـ عنده ـ أن يتحقّق معنى الجواب ولا يحصل إلاّ بعد تحقّق معنى الشرط وحصوله ، إذ لا يتحقّق المشروط إلاّ بعد تحقّق شرطه»(٢).
أمَّا الركن الآخر في الجملة الشرطية فهو جواب الشرط ، وبه تتمّ فائدة الكلام الشرطي ، لذا لا بُدَّ أنْ يكون للشرطِ من جواب وإلاّ لا يكون كلاماً مفيداً ، فهو نظيرُ المبتدأ الذي لا يكتمل معناه إلاَّ بالخبر(٣) ، فالخبر وحده لا يفيد معنىً تامّاً ، إنَّما هو متمّمٌ ومكمّلٌ للمعنى مع المبتدأ وهكذا جواب الشرط.
فهذه العناصر لا تكون عائمة في فضاء النصّ ، بل تربطها أواصر وعلاقات لا تنفك ّ عن أن تجعلها مترابطة ، فإذا«انْحَلَّ الرِّبَاطُ الْوَاصِلُ بَيْنَ طَرَفَيِ المجازاة عاد الْكَلامُ جُمْلَتَيْنِ كَمَا كَانَ»(٤).
وانمازت الجملة الشرطية بمزيّة الإبهام والعموم(٥) ، فقد قيل : إنَّ
__________________
(١) تهذيب اللغة : ١٢/٢٢٠ ، (سب).
(٢) النحو الوافي : ٤/٤٢٢.
(٣) ينظر : الاُصول في النحو : ٢/١٥٨ ، وهمع الهوامع : ٢/٥٤٤.
(٤) البرهان في علوم القرآن : ٢/٣٥٢.
(٥) ينظر : الجملة الشرطية عند النحاة العرب : ٢١٢.