أثرهم سيكون جزاؤه الجنّة ، ومَنْ جحد ولايتهم فالنار جزاؤه(١) ، فـ (مَنْ) لم تُعيِّن شخصاً بذاته ، ولم تحدّد له صفات وخصائص ، بل خصَّت الجميع بإبهام وشيوع ، ولم تُعوِّل على أصل الشخص ومكانته أو أيّ اعتبار آخر ، بل رتّبت الجزاء على الشخص الذي يتّصف بتلك الصفة المخصوصة. وورد الجواب جملة اسمية وهو ممّا لا يصلح أن يكون جواباً ، لذلك جيء بالفاء الرابطة بين فعل الشرط وجوابه ليتعلّق الأوّل بالثاني ويكون سبباً في وقوعه(٢). ومجيء الجواب جملةً اسميّةً دليلٌ على أنَّ الجزاء المذكور جزاء ثابت لا تغيّر فيه ، سواء كان جنّةً أمْ ناراً ، فناسب التعبير بها مَن استمرّ على اتِّباعه لهم عليهمالسلام ومَن خالفهم على وجه الاستمرار ، ولذلك إذا نظرنا إلى فعل الشرط وجدناه قد ورد فعلاً مضارعاً (يأتكم) ، ليدلّ بذلك على تجدّد الاتّباع مع مزاولته والاستمرار عليه.
أمّا جواب الشرط فقد تنوّع في سياق النصّ المذكور ، فورد جملةً اسمية دالّة على المآل ، ففي الموضع الأوّل والثاني قال : (فالجنّة مأواه ، فالنّار مثواه) ، وورد اسماً مشتقّاً (كافرٌ ، مشركٌ) من غير أن يقترن بما يصلحه لأن يكون جواباً للشرط ، وفي ذلك مخالفة لما استقرّ في أذهان النحويّين وما سطّروه في مؤلّفاتهم ، من أنّ جواب الشرط إذا لم يكن صالحاً وجب أن يقترن بالفاء ليكوِّنَ جملة فعلية أو اسمية تصلح للجواب ، فهم في
__________________
(١) ينظر : الأعلام اللامعة : ١٩٥.
(٢) ينظر : اللمع في العربية : ١٣٥ ، والمفصّل في صنعة الإعراب : ٤٤٠.