والحبّ يرتبطان بالله (عزَّ وجلَّ) ، فمَن والى محمّداً (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته عليهمالسلام فقد حظي بموالاة الله تعالى ، فهم المؤدّون إليه ، فتأنس النفس لذلك. أمَّا البغض والمعاداة لله سبحانه ، فمعه الانفعال السلبي ، لأنّ النفس بفطرتها لا تعادي الله ولا تبغضه ، فتفرّ من كلِّ ما يؤدّي بها إلى ذلك ، وتضطرب أكثر عندما توازن بين (خالفكم ، جحدكم ، حاربكم ، ردّ عليكم) وما جُعل نتيجة محصّلة لهذه الأفعال المذكورة (النار مثواه ، كافر ، مشرك ، في أسفل درك من الجحيم) ، فبالمتقابلات في أسلوب الشرط وغيره تُفرق النفس بين الحسن والقبيح وتختار الأفضل منهما. كذلك وقع التقابل بين الأفعال (سعد ، هلك) و (خاب ، فاز) و (هدي ، ضلَّ) ومن المؤكّد أنَّ النفس تغبط لما يسعدها ويهديها لا لما يهلكها ويضلّها. فيلحظ الجمع بين المتقابلات المتنوّعة كالجنّة والنار ، السعادة والهلاك ، الهدى والضلال ، الخيبة والفوز ، المولاة والمعاداة ، وإنّما حكمة الجمع ما بين هذه المتقابلات هي دفع المتلقّي للتمييز بينها وتأييد النافع منها والانتصار له ، ورفض المؤذي منها ، والابتعاد عنه.