إنّما سمّي نفّر نفّراً لأنَّ نمرود بن كنعان ـ صاحب النسور ـ حين أراد أن يصعد إلى الجبال فلم يقدر على ذلك هبطت النسور به على نفّر فنفرت منه الجبال ، وهي جبال كانت بها فسقط بعضها بفارس فرقاً من الله فظنّت أنّها أمر من السماء نزل بها ، فذلك قوله عزّ وجلّ : (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)(١).
وقال أبو سعد السمعاني(٢) : نفّر من أعمال البصرة ، ولا يصحّ قول الوليد بن هشام القحذمي(٣) ـ وكان من أبناء العجم ـ : حدّثني أبي ، عن جدّي قال : (نفّر مدينة بابل».
__________________
(١) سورة إبراهيم (ع) : ٤٦.
(٢) أبو سعد ، عبد الكريم بن محمّد بن منصور التميمي السمعاني (ت٥٦٢هـ) ، و (السمعاني) نسبة إلى سمعان بطن تميم ، الحافظ الكبير ، الأوحد الثقة ، محدِّث خراسان ، صاحب المصنّفات الكثيرة ، ولد بِـ(مَرْوَ) ، في شعبان سنة (٥٠٦هـ) ، سمع الكثير حتّى كتب عن أربعة آلاف شيخ ، وصنَّف في التفسير والتاريخ والأنساب.
وقال عنه ابن الأثير : «كان أبو سعد واسطة عقد البيت السمعاني ، عينهم الباصرة ، وإليه انتهت رآستهم ، وبه كملت سيادتهم ، رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها».
يُنظر : كتاب اللّباب : ١ / ١٤ ، سير أعلام النبلاء : ٢٠ / ٤٥٦ ـ ٤٦٢ ، ومقدِّمة الأنساب : للدكتور عبد الله البارودي : ١ / ١٠ ـ ١٢.
(٣) أبو عبد الرحمن ، الوليد بن هشام القحذمي (ت ٢٢٢هـ) ، من أهل البصرة يروي عن حَريز بن عثمان حَدَّثَنا عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي.
يُنظر : الأنساب للسمعاني : ١٠ / ٣٤٤ ، لسان الميزان : ٨ / ٣٩٣.