الأرض.
ولم يهب نوحاً حتّى ركب معه في السفينة ، ولم يهب الأسباط وهم أولاد الأنبياء حتّى ألقى بينهم العداوة في يوسف ، ولم يهب موسى حتّى حمله أن وكز القبطي فقتله فقال : (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ)(١) ؛ أيهاب [من] عمر؟
ثمّ رويتم أنّ رسول الله كان في المسجد وبين يديه رجل ينشده شعراً ، فدخل عمر ، فأمره بالسكوت ، وقال [النبيّ (صلّى الله عليه وآله)] : هذا رجل يكره الباطل(٢).
فيا لهم الويل ، أيكرهون الباطل لعمر ويرضونه لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟! لو قال هذا اليهود والنصارى والمجوس ؛ لوجب على المسلمين إلاّ يسمعوه لفضاعته.
ثمّ قال : أليس دوّن الدواوين ، وفرض العطايا والتفاضل فيه ، وأعطى بعضاً خمسمائة ألف ، وبعضاً أقلّ وأكثر إلى الخمسين وفرّق لأزواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فرائض مختلفة ، وفضّل حفصة ابنته ، وابنة صاحبه عائشة على أزواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بألف درهم ؛ أفهذا حكم
__________________
(١) سورة القصص : ١٥.
(٢) إحياء علوم الدين : ٢ / ٢٧٨ ، الاستغاثة في بدع الثلاثة : ٢ / ٥١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٢ / ١٧٨ ، مشارق أنوار اليقين : ٣٣٠ ، الصراط المستقيم : ٣ / ٢٢٩.