الله؟!(١).
ثمّ قال : وقد دخلوا عليه في مرضه فقالوا : لِمَ لا توصِ؟
فقال : إن أُوصيت فقد أوصى مَن هو خير منّي ؛ أما إنّه لو كان سالماً مولى حذيفة حيّاً لولّيته(٢).
هذا الأمر بعد قوله يوم السقيفة : «الأئمّة من قريش» وبه فتح الأنصار ، والعجب كلّ العجب أن يرى سالماً يصلح للخلافة(٣) ولا يرى عليّاً يصلح
__________________
(١) جاء في المصادر أنّ عمر فضّل عائشة عليهنّ بألفين ، كتاب الأموال لأبي عبيد : ٢٢٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ٧ / ٦١٤/ ٣ ، فتوح البلدان للبلاذري : ٣ / ٥٥٦ / ١٠٣١ ، تاريخ الطبري : ٣ / ١٠٩ ، المستدرك للحاكم : ٤ / ٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٢ / ٢١٤ ، الكامل في التاريخ : ٢ / ٥٠٣ ، وقالوا : فعل ذلك عمر لمحبّة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لعائشة!!!
قال ابن أبي الحديد في الطعون على عمر والجواب عنها في الطعن الخامس : أنّه كان يعطي من بيت المال ما لا يجوز حتّى إنّه كان يعطي عائشة وحفصة عشرة آلاف درهم في كلّ سنة ومنع أهل البيت عليهمالسلام خمسهم الذي يجري مجرى الواصل إليهم من قبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنّه كان عليه ثمانون ألف درهم من بيت المال على سبيل القرض ، وهو أخذ هذا الكلام عن السيّد المرتضى في كتاب الشافي في الإمامة : ٤ / ١٨٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٢ / ٢١٠.
(٢) تاريخ المدينة : ٣ / ٩٢٢ ، كتاب الفتوح للبلاذري : ٢ / ٣٢٥ ، العقد الفريد : ٣ / ٤٠٧ ، حلية الأولياء : ١ / ١٧٧ ، البداية والنهاية : ٦ / ٣٧٠.
(٣) قال العلاّمة شرف الدين رحمهالله في النصّ والاجتهاد : «وكأنّه ما اكتفى بما ألحق بهم من الهوان والامتهان بقوله : لو كان أبو عبيدة حيّاً لاستخلفته ، ولو كان سالماً حيّاً لاستخلفته ، تفضيلاً لهم على الستّة ، وفيهم أخو النبيّ ووليّه ووارثه ووصيّه وهارون