لها ، ولا العبّاس بن عبد المطّلب وهو استقى بسببه ولم يدخله في الشورى ؛ فإن كان هذا الأمر يصلح لذوي القرابة والشرف فالعبّاس أحقّ به لأنّه والد الرسول عليهالسلام بعد والده ، وأشرفهم في الجاهليّة والإسلام ، وإن كان العصبيّة فهو كذلك ، فاختر له يا أبا الهذيل أحد هذا الأمرين.
ثمّ قال : لِمَ جعلوهما ضجيعيه ولم يجعلوا ولده الحسن عليهالسلام؟ بقعة من الأرض تكفيهما ؛ لأنّ الله تعالى نهى عن دخول بيت النبيّ إلاّ بإذنه(١) ، ثمّ قال : (وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيث إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ)(٢) ، وبعد فإنّ الناس إلى يومنا هذا يمنعون من رَفعِ الصوت عند قبره (عليه
__________________
هذه الأمّة وأقضاها وباب دار الحكمة وباب مدينة العلم (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب) ؛ على أنّ سالماً لم يكن من قريش ، ولا من العرب وإنّما هو أعجميّ من إصطخر أو من كرمد ، وكان عبداً مملوكاً لزوجة أبو حذيفة بن عتبة ، واسمها ثبية بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد الأنصاري الأوسي ، وقد انعقد الإجماع نصّاً وفتوىً على عدم جواز عقد الإمامة لمثله فكيف مع هذا يقول : لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً استخلفته»؟!
(١) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأحزاب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَام غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيث إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً).
(٢) سورة الأحزاب : ٥٣.