السلام) ، وأبو بكر وعمر رضيا أن يضرب لهما عند رسول الله بالمعاول(١) والمساحي(٢) ، فيا سبحان الله ما أعجب هذا الأفعال!
قلتُ : صدقتَ ولكن البيت لعائشة.
قال : وأيّ بيت لها؟ والله يقول في كتابه : (بُيُوتِ النَّبِيِّ)(٣).
قلت : صار إليها بمهرها وثمنها.
قال : أليس قلتم : إنّه لم يورّث لمّا منع أبو بكر فاطمة عليهاالسلام فدكاً؟ والله يقول في قصّة زكريّا ويحيى عليهماالسلام : (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ)(٤) ، وقال عزّ من قائل : (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ)(٥).
ويل لمَن يقول هذا يا أبا الهذيل ، وقد قال الله في كتابه : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ)(٦) ، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أجلّ من أن يدخل بامرأة ولم يؤت مهرها ، هذا كفر وتكذيب للقرآن.
ثمّ رويتم عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : «اللّهمّ لا تنسِ هذه
__________________
(١) المعاول جمع المعول : أداة لحفر الأرض.
(٢) المساحي جمع مسحاة ، وهي ما تقشرّ به الأرض وتكون من حديد.
(٣) سورة الأحزاب : ٥٣.
(٤) سورة مريم : ٦.
(٥) سورة النمل : ١٦.
(٦) سورة الأحزاب : ٥٠.