الكلمات لعثمان»(١).
قلت : نعم قد رُوي ذلك.
قال : أنّى لهم الويل ، أيصفون الله بالنسيان؟! وقد قال الله في كتابه : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)(٢).
قال : لعلّ قائل هذا المعنى قوله : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ)(٣) ، ويحتجّ بأنّ معناه : تركوا الله فتركهم فيقولوا : إنّما النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ألاّ يترك لعثمان ذلك ، فهاهنا لا يجوز إذ قال : (لاَ يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً)(٤) ، وقالوا : (إنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ)(٥) ، وقال : (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)(٦) ، وقال : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرّاً يَرَهُ)(٧) ، والله تعالى لا يحبط عمل عامل سوءه وخيره ، يا لمَن اعتقد هذا.
ثمّ قال : جعلتم عثمان ذو النورين والله يقول : (اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ
__________________
(١) حلية الأبرار : ١ / ٥٩ ، تفسير القرطبي : ٣ / ٣٠٦ ، تاريخ مدينة دمشق : ٣٩ / ٢٠٠ ، كنز العمّال ٥ / ٧٢١ و ١١ / ٥٩٣.
(٢) سورة مريم : ٦٤.
(٣) سورة التوبة : ٦٧.
(٤) سورة الحجرات : ١٤.
(٥) سورة التغابن : ١٧.
(٦) سورة الأنعام : ١٦٠.
(٧) سورة الزلزلة : ٧ و ٨.