وَالأَرْضِ)(١) ، وقال : (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا)(٢) ، فمن أجل ذلك يكون الخالق تبارك وتعالى نوراً واحداً ولعثمان نورين؟
أجل إنّه نفى أبا ذر الغفاري الطيّب المطيّب ، ودحية الكلبي ، وردّ طريدي رسول الله وهو ساخط عليهما ، ولم يردّهما أبو بكر ولا عمر فردّهما هو ، وأقطع مروان أقطاع المسلمين كالمريد وغمر وأعطاه مائتي ألف ، وأقبل يقسّم أموال المسلمين في آل أبي العاص وآل أبي معيط ـ لعنهم الله ـ(٣) ، فقعد عند ذلك ابن مسعود وقال : إنّما كنتُ أحسبك أنّك [....](٤) لدين
__________________
(١) سورة النور : ٣٥.
(٢) سورة التحريم : ٨.
(٣) قال اليعقوبي في تاريخه : «ونقم الناس على عثمان بعد ولايته بستّ سنين ، وتكلّم فيه من تكلّم ، وقالوا : آثر القرباء ، وحمى الحمى ، وبنى الدار ، واتّخذ الضياع والأموال بمال الله والمسلمين ، ونفى أبا ذر صاحب رسول الله ، وعبد الرحمن بن حنبل ، وآوى الحكم بن أبي العاص ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح طريدي رسول الله ، وأهدر دم الهرمزان ، ولم يقتل عبيد الله بن عمر به ، وولّى الوليد بن عقبة الكوفة ، فأحدث في الصلاة ما أحدث ، فلم يمنعه ذلك من إعاذته إيّاه ، وأجاز الرجم ، وذلك أنّه كان رجم امرأة من جهينة دخلت على زوجها ، فولدت لستّة أشهر ، فأمر عثمان برجمها ، فلمّا أخرجت دخل إليه عليّ بن أبي طالب فقال : «إنّ الله عزّ وجلّ يقول : (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُوْنَ شَهْرَاً) ، وقال في رضاعه حولين كاملين ، فأرسل عثمان في أثر المرأة ، فوجدت قد رجمت وماتت واعترف الرجل بالولد» ، تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٧٤.
(٤) الظاهر سقوط كلمة في هذا الموضع.