المسلمين ؛ إذ كانت [الأموال] لهم ، وكنتُ خازناً لله ولرسوله(١) ، والآن فلا حاجة في ذلك ، وعلّق المفاتيح على المنبر وانصرف(٢).
فكيف ترى ـ يا أبا الهذيل ـ علماءكم والروّاة مثل ابن عمر وأمثاله الذي قال فيه أبوه لمّا قيل له : يوصي إليه ، فقال : أُولّي أُمور المسلمين مَن لا يحسن طلاق زوجته(٣)؟! فمَن كان عند أبيه كذلك كيف يثق بعقله وروايته؟
وقد كان عمر وولده يوم غدير خمّ ، وعمر القائل لأمير المؤمنين عليهالسلام : بخ بخ يا أبا الحسن ، أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة(٤).
__________________
(١) في الأصل : (أحسبك أنّك لدين المسلمين إذ كان لهم وكنت خازن الله ورسوله).
(٢) وذلك أنّ عثمان سيّره من الكوفة إلى المدينة ، وحرمه عطاءه ثلاث سنين ، ولمّا بلغ عثمان أنّ عبد الله مريض حمل إليه عطاءه خمسة عشر ألفاّ وقال : هذا عطاؤك خمسة عشر ألفاً فاقبضه ، قال : منعتنيه إذ كان ينفعني! فأنا آخذه منك يوم القيامة ، فانصرف ولم يقبل عطاءه ، تاريخ المدينة : ٣ / ١٠٤٩ ـ ١٠٥١.
(٣) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٣٨ ، ١٦٠.
(٤) تاريخ بغداد : ٨ / ٢٨٤ ، شواهد التنزيل : ١ / ٢٠٣/ ٢١٣ ، تاريخ مدينة دمشق : ٤٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٨٦.
وقال أبو حامد محمّد بن محمّد الغزالي في كتابه سرّ العالمين ـ على اختلاف كان في انتساب هذا الكتاب إليه ـ في باب ترتيب الخلافة والمملكة : «وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته (صلّى الله عليه وآله) في يوم غدير خمّ باتّفاق الجميع وهو يقول : (من كنت مولاه فعليّ مولاه) ، فقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مولى. فهذا تسليم ورضى وتحكيم ، ثمّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرئاسة ، وحمل عمود الخلافة وعقود النبوّة ، وخفقان الهوى في قعقعة