دليلاً ، وإذ رأينا الحادثة قد عدم نصّها فزعنا ـ أي رجعنا ـ إلى الاستدلال عليها بأشباهها ونظائرها» (ص ٩١).
ومن ثمّ يستمرّ في نقل ونقد مختلف الأدلّة من الآيات والروايات النبوية وعمل الصحابة المستفادة في إثبات القياس ، ولكن عند مقارنة كلّ ذلك بالروايات المأثورة عن الأئمّة وخاصّة أمير المؤمنين عليهالسلام لا نرى وجه شبه بينهما.
والمسألة الملفتة للانتباه في هذا البحث هي أنّ المقاطع الأخيرة من الرسالة غلب عليها الطابع العقلي والفلسفي بحيث تختلف اختلافاً كاملاً عن أسلوب وسياق الرسالة العام في بدايتها ووسطها.
خلاصة الكلام : إذا لقينا نظرة عابرة على نص هذا الكتاب ومقارنة أسلوبه الأدبي والأفكار المطروحة فيه بالأسلوب الأدبي المتّبع في الأحاديث المروية عن أمير المؤمنين عليهالسلام والأفكار السائدة في ذلك العصر ، تجعل احتمال صدور هذه الرواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام منتفياً تقريباً.
وبطبيعة الحال فإنّ سماحة السيّد المددي ذكر كلاماً بشأن هذه الرسالة ورسالة سعد بن عبد الله وهو في مجموعه كلام صائب ومتين ، إذ يقول : «لا شكّ في أنّ كلتا الرسالتين ترجع جذورهما إلى النصوص الروائية لأهل البيت عليهمالسلام ، وإنّ الكثير من مضامينهما ـ حتّى الروايات المحرّفة ـ وصلت إلينا ولكن بألفاظ وتعبيرات مختلفة ـ المرسلة أو المسندة منها ـ عن الأئمّة عليهمالسلام ، ويُحتمل احتمالاً قويّاً ـ قريباً لليقين ـ أنّ الكثير من الروايات في مجال فضائل القرآن وأنواع الآيات وتبويبها الموضوعيّ ، ودلالة الآيات القرآنية على أحقّية