المراد من (أبي الحسن) عليه السلام في الحديث مع ملاحظة الظروف المحيطة به ومع الالتفات إلى نصّ الحديث لا يمكن أن يكون هو الإمام الكاظم عليهالسلام ؛ إذ ورد الكلام في نصّ الحديث عن موت والد الراوي ، وقد كان عليّ بن أبي حمزة على قيد الحياة في زمن إمامة الإمام الرضا عليهالسلام ، وهو الذي أسّس مذهب الوقف مع جماعة آخرين ، وإنّ مواجهاته مع الإمام الرضا عليهالسلام مشهورة(١) ، وقد كانت وفاته في أواخر حياة الإمام الرضا عليهالسلام. وسواء أكان المراد من أبي الحسن هو الإمام الرضا عليهالسلام أو الإمام الهادي عليهالسلام سيواجه الحديث مشكلة :
فأوّلاً : إنّ الحسن بن عليّ بن أبي حمزة كان واقفيّاً ، لا يؤمن بإمامة الرضا عليهالسلام والأئمّة من بعده ، فمن المستبعد جدّاً أن يسأله عن الحكم الشرعي لمسألته.
وثانياً : إنّ التعبير بـ : (رضي الله عن أبيك ، ورفعه مع محمّد (صلى الله عليه وآله) وأهله) لا يتناسب أبداً مع عليّ بن أبي حمزة البطائني الذي أكّدت الروايات بقاءه على فساد مذهبه من الوقف ووفاته على ذلك ، وابتلائه بالعذاب الأخروي(٢).
كان سماحة الوالد ـ مدّ ظله ـ في بحث مشايخ البزنطي ومناقشة ما إذا
__________________
(١) رجال الكشّي ، ص ٤٦٣ / ٨٨٣ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ٢ ، ص ٢١٣ / ٢٠ ؛ غيبة الطوسي، ص ٢٢٤ / ١٨٨ ؛ دلائل الإمامة ، ص ٤٣٥ / ٤٠٥ ؛ وكذلك انظر : غيبة الطوسي ، ص ٦٩ / ٧٤ ، ٧٠ / ٧٥ ؛ قرب الأسناد ، ص ٣٤٧ / ١٢٥٥ ، ٣٥١ / ١٢٦٠ ، ٣٧٤ / ١٣٣٠ ، ٣٩١ / ١٣٧٠ ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ / ٧٥ ؛ رجال الكشّي ، ص ٤٠٥ / ٧٦٠ ؛ دلائل الإمامة ، ص ٣٦٥ / ٣١٨.
(٢) رجال الكشّي ، ص ٤٠٤ / ٧٥٥ ، ٤٤٤ / ٨٣٤ ؛ دلائل الإمامة ، ص ٣٩٥ / ٣١٨.