كان يروي عن غير الثقة أم لا؟ مع الأخذ بنظر الاعتبار ما تقدّم ، لا يرى هذه الرواية مناسبة في إثبات نقل البزنطي عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، ويطرح احتمال وقوع التحريف في سند هذا الحديث بشكل قويّ.
فإذا كان قد وقع التحريف في هذا السند ، فما هو السند الصحيح؟
هناك عدّة احتمالات في البين :
١ ـ الاحتمال الأوّل ـ على ما خطر في ذهني ـ أن يكون راوي الحديث أحد أبناء أبي حمزة الثمالي ، وأبو حمزة راو عظيم الشأن ، جليل القدر ، وقد ورد التعبير عنه في بعض الروايات بالقول : (أبو حمزة في زمانه ، مثل سلمان في زمانه)(١) ، يكون هذا وبذلك فإنّ الدعاء الرفيع الوارد عن الإمام في هذا الحديث بشأنه يكون مناسباً جدّاً.
وقد راجعت مخطوطة أسانيد أصحاب الإجماع للسيّد الوالد ـ قسم أسناد البزنطي ـ للتأكّد من هذا الاحتمال ، فوقعت على رواية البزنطي عن محمّد بن أبي حمزة في سند واحد ، وقد نُقلت هذه الرواية في كتاب الحسين بن سعيد والذي طبع بعنوان نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى ، على الشكل الآتي :
«النضر وأحمد بن محمّد وعبد الكريم جميعاً عن محمّد بن أبي
__________________
(١) رجال النجاشي ، ص ١١٥ / ٢٩٦ ، رواية مرسلة عن الإمام الصادق عليهالسلام ، رجال الكشّي ، ص ٤٨٥ / ٩١٩ بسند متّصل عن الإمام الرضا عليهالسلام ، وكذلك في ص ٢٠٣ / ٣٥٧ بعبارة (كلقمان في زمانه) ويبدو أنّه تحريف. انظر : قاموس الرجال ، ج ٢ ، ص ٤٥٠.