وأمام هذه الوفرة في المعلومات وغزارة المادّة التاريخية حول الموضوع ، وجدتُ من المناسب أن أقدّم قراءة موجّهة لهذا الكتاب القيّم ، أستقصي فيها ملامح الدور العلمي والأدبي لعلماء الإمامية في بلاد الحرمين ، وذلك من أجل تحقيق الأهداف التالية :
أوّلاً : إبراز قيمة التراث العلمي الذي تركه شيخ الباحثين الحجّة العَلَم الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمهالله.
ثانياً : إيضاح ملامح الدور الإمامي في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) في (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) من خلال إعادة اكتشاف دور علماء الإمامية وإسهاماتهم في رفد الحركة العلمية والأدبية في ذلك القرن.
ثالثاً : تقديم دراسة متأنّية وهادئة للجذور التاريخية للوجود الإمامي في مكّة والمدينة ، وهو وجود عريق يتّصل بمرحلة صدر الإسلام في القرن الأوّل الهجري ، وإزالة الغموض المرتبط بالتاريخ الشيعي في هذه المنطقة نتيجة لسيادة رؤية أحادية تُقصي التأثيرات الشيعية من الذاكرة التاريخية لأسباب ودواعي طائفية ترتهن بشكل كبير لما يجري اليوم من تحوّلات وأحداث سياسية وصراعات دولية.
رابعاً : محاولة إبراز صفحة مشرقة من صفحات التواصل الفكري المثمر بين علماء الإسلام بمختلف طوائفهم ، وهي صفحة من تاريخنا الإسلامي المجيد تبعث على الفخر والاعتزاز.