مكّة أفضل من سائر بقاع الأرض ، وأنّ الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)(١).
مكّة المكرّمة :
وقد اختُلِفَ في سبب تمسيتها ؛ فقيل : سمّيت مكّة لأنّها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك ، وقيل لازدحام الناس فيها حيث يقصدونها من جميع الأطراف من قولهم : امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذباً شديداً فلم يَبقَ فيها شيئاً ، وهذا قول أهل اللغة. وقال آخرون : سمّيت مكّة لأنّها لا يفجر بها أحد إلاّ بكّت عنقه ، فكان يصبح وقد التوت عنقه. وبكّة موضع البيت ، وما حول البيت مكّة(٢).
وبكّة هي مكّة بيت الله الحرام ، أبدلت الميم باء ، وقيل بكّة بطن مكّة ، وقيل : موضع البيت المسجد ومكّة وما وراءه ، وقيل : البيت مكّة وما ولاه بكّة ، وقال ابن الكلبي : «سمّيت مكّة لأنّها بين جبلين بمنزلة المكوك ، وقال أبو عبيدة : بكّة اسم لبطن مكّة ، وذلك أنّهم كانوا يتباكّون فيه أي يزدحمون»(٣).
وتُعدّ مكّة المكرّمة أوّل بلد مقدّس في الإسلام ، ففيها أوّل الحرمين
__________________
(١) رياض السالكين١/٤٧٦ ـ ٤٧٧.
(٢) معجم البلدان ٥/١٨٢.
(٣) معجم البلدان ١/٤٧٥.