في ترابها. وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله : «ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ، قالوا : المدينة ومكّة»(١). وقال (صلى الله عليه وآله) : «من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنّه من مات بها كنت له شهيداً (أو شفيعاً) يوم القيامة»(٢).
التركيبة الاجتماعية في مكّة والمدينة :
انقسم مجتمع (مكّة المشرّفة) و (المدينة المنوّرة) في القرن الحادي عشر الهجري إلى مجموعة متنوّعة من الطبقات :
ـ أولى هذه الطبقات في مجتمع مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة هي (طبقة الأشراف) ، والأشراف ينتسبون إلى سيّدنا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ومنهم آل الحسن بمكّة المكرّمة وآل الحسين بالمدينة المنوّرة(٣) ، وقد بدأ ظهور طبقة الأشراف سنة ٣٥٨ هـ (٩٦٩ م) ، حينما استقلّ أبناء الحسن والحسين بمكّة والمدينة وتولّوا أمور الحجاز(٤) ، وأصبح هذا اللقب يطلق على أمراء الحرمين الشريفين وأفراد عائلاتهم ، فلم يكن هذا اللقب معروفاً في بلاد الحجاز من قبل(٥) ، وتمتّع الأشراف داخل المجتمع الإسلامي بمكانة
__________________
(١) معجم البلدان ٥/٨٣.
(٢) معجم البلدان ٥/٨٣.
(٣) شفاء الغرام ٢/١٩٤.
(٤) إتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميّين الخلفاء : ١٠١.
(٥) العلاقات بين مصر والحجاز زمن الفاطميّين والأيّوبيّين : ٢٢٦ ـ ٢٢٧.