عظيمة ، حيث تمتّعوا بالاحترام والتقدير من قبل الجميع ، وقد سكن بعضهم المدينة المنوّرة وما حولها ، وبعضهم سكن منعزلاً عن بقية السكّان(١) ، وكان اختيار أمير المدينة من بينهم لرفعة مكانتهم.
ـ ومن الطبقات التي كانت ذات شأن عظيم داخل مجتمع مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة هي (طبقة أصحاب الوظائف الدينية) وتتمثّل في القضاة والخطباء والقرّاء والمؤذّنين والأئمّة وغيرهم(٢).
ـ وأجلّ تلك المناصب كان (منصب القضاء) ، فهي الوظيفة الثانية بعد (ولاية إمارة المدينة) ، فلابدّ أن يكون القاضي في المدينة من كبار العلماء والفقهاء لعظمة وظيفته(٣) ، حيث كانوا يختارون من رجال العلم وأهل الدين ، ويقومون على تنفيذ الأحكام الدينية على كلّ الناس ، وقد وجد في المدينة قضاة لجميع المذاهب ، فكان لكلّ طائفة إمامها وقاضيها(٤) ، كما تمتّع القضاة بنفوذ كبير داخل الدولة وباحترام أمراء بلاد الحجاز ، وكذلك سلاطين المماليك بمصر ، وعاش هؤلاء القضاة في سعة من العيش نتيجة لما أغدقته الدولة عليهم(٥).
ـ وأمّا خطباء المدينة فهم يأتون بعد القضاة في مكانتهم ، وكما كان
__________________
(١) الدرر السنية في الأنساب الحسنية والحسينية : ٥٩.
(٢) المجتمع الحجازي في العصر المملوكي :١٩.
(٣) العلاقات بين مصر والحجاز : ٢٢٩.
(٤) رحلة ابن بطّوطة المسمّاة تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.؟؟؟
(٥) المجتمع الحجازي في العصر المملوكي : ٢٠.