الجنس هل يدلّ على الجنس من حيث هو أو على الفرد المنتشر بغير المصدر.
أورد عليه في الكفاية بأنّ الاتّفاق المذكور إنّما يجدي لو كان المصدر مادّة للمشتقّات التي من جملتها الأمر وليس الأمر كذلك إذ ثبت أنّ المصدر من بعض المشتقّات.
وأجاب عنه في بدائع الأفكار : بأنّه لا يخفى ما في هذا الإيراد فإنّه إذا ثبت بالاتفاق المزبور أنّ المصدر لا يدلّ على المرّة والتكرار ثبت أنّ مادّة المصدر لا تدلّ على شيء منهما وذلك يدلّ على أنّ مادّة الأمر أيضا لا تدلّ على شيء من المرّة والتكرار لاتّحاد مادّة الأمر والمصدر. (١)
وتبعه في تهذيب الاصول حيث قال :
ويمكن دفعه بأنّ مادّة المصدر عين مادّة المشتقّات وإن لم يكن المصدر أصلا لها ولكن استشكل فيه بأنّه لا يتمّ إلّا إذا ضمّ إليه الإجماع بأنّ مادّته عين مادّة المشتقّات أو أنّ المصدر أصل المشتقّات وكلاهما ممنوعان لعدم الإجماع على الوحدة في المادّة إذ وحدة المادّة في المشتقّات وإن صارت مسلّمة عند المتأخّرين لكن عند القدماء من أهل الأدب محلّ خلاف وتشاجر على نحو مرّ في المشتقّ لبّ الأقوال كما أنّ كون المصدر أصلا مطلقا ممّا لم يسلّم عند كثير منهم. (٢)
وفيه أنّه لا حاجة إلى الإجماع في مثل المقام بعد بداهة أنّ المشتقّات جميعها حتّى المصدر واسم المصدر مشتركة في المادّة التي في جميعها كمادّة الضاد والراء والباء في مشتقّات حقيقة الضرب فوحدة مادّة المصدر مع مادّة سائر المشتقّات أمر لا محيص عنه بعد اشتراك المشتقّات في المادّة الأصليّة وحيث إنّ الوضع الشخصيّ لكلّ مادّة
__________________
(١) بدائع الأفكار ١ / ٢٥٤.
(٢) تهذيب الاصول ١ / ١٦٩.