مقدّماته بقصد التوصّل بها إلى المأمور به.
وعليه فلا حاجة إلى الطلب النفسيّ في تحقّق الأوامر الامتحانيّة والاعتذاريّة ووجودها. (١)
لا يقال : إنّ اللازم في الأوامر والبعث نحو الأفعال هو وجود إرادة نفس الأفعال التي تكون مأمورا بها لا مقدّماتها فإنّ الأوامر متعلّقة بنفسها لا بمقدّماتها وعليه فالحاجة إلى حقيقة اخرى دون الإرادة باقية حتّى يصحّ تلك الأوامر.
لأنّا نقول : إنّ الأوامر والبعث نحو الأفعال في الأوامر الامتحانيّة والاعتذاريّة إنشاءات بعث إليها وهذه الإنشاءات تصدر بداع الامتحان أو الاعتذار والداعي للامتحان أو الاعتذار ليس إلّا الإرادة ، فالإرادة تعلّق بإنشاء البعث نحو الأفعال امتحانا أو اعتذارا فلا يكون البعث إليها خاليا عن الإرادة حتّى يحتاج إلى الطلب النفسانيّ وهذه الإرادة الامتحانيّة والاعتذاريّة ليست في الحقيقة إلّا إرادة المقدّمات حقيقة كما أفاده المحقّق السيّد البروجرديّ قدسسره. (٢)
وقد أجاب صاحب الكفاية عنهم بعد ذهابه إلى وحدة الإرادة والطلب بأنّه كما لا إرادة حقيقة في صورة الامتحان والاعتذار لا طلب كذلك فيهما والذي فيهما إنّما هو الطلب الإنشائيّ الإيقاعيّ الذي هو مدلول الصيغة أو المادّة. (٣)
وهذا الجواب لا يقبله الأشعريّ لأنّ مبناه هو مغايرة الطلب مع الإرادة كما أنّا لا نقبل ذلك بعد ما مرّ من اختيار أنّ الإرادة من مقولة الكيف النفسانيّ والطلب من مقولة الفعل وعليه فهو جواب مبنائيّ على مختاره.
__________________
(١) نهاية الاصول ١ / ٩٤.
(٢) نفس المصدر.
(٣) الكفاية ١ / ٩٦ ـ ٩٧.