فإنّ قراءة الحمد من أجزاء الصلاة مثلا تقع بالإرادة الغيريّة عند الالتفات إلى أنّها من أجزاء الصلاة وهكذا.
فإرادة العنوان المركّب إرادة نفسيّة وإرادة كلّ جزء جزء إرادة غيريّة.
ثالثها : إنّ المقدّمة ليست بمرادة وواجبة بما لها من العناوين الذاتيّة بل بما له من حيثيّة المقدّميّة وهي كما أفاد المحقّق الأصفهانيّ قدسسره من الحيثيّات الواقعيّة الّتي ربما لا توجد في غيرها (١).
فالمعتبر في الإرادة الغيريّة هو المقدّميّة.
وعليه فلا وجه لجعل عنوان المقدّمة من الحيثيّات التعليليّة لتعلّق الإرادة أو الوجوب بنفس المقدّمة بما لها من العناوين الذاتيّة لعدم مطلوبيّتها بعنوانها الذاتيّة بل لكونها معنونة بعنوان المقدّمة كانت مطلوبة.
وعليه فمركّب الإرادة والأمر والبعث في الإرادة النفسيّة والأمر النفسيّ غير مركّب الإرادة الغيريّة والأمر الغيريّ فإنّ المركّب في الأوّل هو العنوان الذهنيّ الذي مطابقه عين مجموع الأجزاء الذي يترتّب عليه الغرض والمركّب في الثاني هو أيضا عنوان ذهنيّ وهو المقدّمة الحاكية عن حقيقة خارجيّة وهو كلّ ما لو لاه لما كان المركّب المقصود فارتفع المحاذير كلّها فالمقدّمة مركّب الإرادة الغيريّة وعنوان المركّب المنطبق على مجموع الأجزاء مع كيفيّتها وترتّبها الخاصّ مركّب الإرادة النفسيّة.
رابعها : إنّه لا يلزم من وجوب المقدّمة الداخليّة اجتماع الوجوب النفسيّ والغيريّ في شيء واحد حتّى يقال بأنّ اجتماع المثلين محال لأنّ الوجوب النفسيّ متعلّق بالعنوان المطابق على مجموع الأجزاء الذي منشأ لانتزاع العنوان ومن المعلوم أنّ المعنون المذكور ليس كلّ واحد واحد من الأجزاء إذ لا يكون كلّ واحد واحد
__________________
(١) التعليقة : ١ / ٢٦٨.