وهو مغاير مع كلّ جزء جزء ممّا يتوقّف حصول المجموع المذكور عليه ولذا لا يترتّب على كلّ جزء جزء الغرض المترتّب على المجموع فإرادة المجموع بما هو المجموع غير إرادة كلّ جزء جزء والمغايرة بينهما تكفي في كون الأجزاء الداخليّة كالأجزاء الخارجيّة في البحث عن أنّ إرادة ذي المقدّمة هل تكون مستلزمة لإرادة كلّ جزء جزء شرعا أو لا فكما أنّ تعلّق الإرادة بذي المقدّمة في المقدّمات الخارجيّة لا توجب لغويّة تعلّق الإرادة بالمقدّمات الخارجيّة كذلك تعلّق الإرادة النفسيّة بالعنوان المنطبق على المجموع بما هو مجموع بحيث لا يرى فيه الأجزاء بنحو الاستقلال لا توجب لغويّة الإرادة الغيريّة بنفس كلّ جزء جزء من الأجزاء.
ألا ترى من أراد البيت أراد معنون البيت من مجموع الأجزاء بما هو مجموع الأجزاء المترتّب عليه الغرض من السكونة فيه ومع ذلك أراد كلّ جزء جزء من أجزاء البيت ممّا يتوقّف حصول المجموع المذكور عليه كالباب أو العمود ونحوهما.
فتحصّل أنّ المركّبات الجعليّة الشرعيّة كالمركّبات الصناعيّة فكما أنّ مثل السرير أو البيت له هيئة وأجزاء تسمّى باسم مخصوص باعتبار مجموعهما ويشير به اليهما إجمالا ويقال له الكلّ كلّ بالإضافة إلى آحاد الموادّ التي تركّب منها وتسمّى تلك الآحاد أجزاء له ويكون نفس هذا المجموع الذي يترتّب عليه الغرض مصحّح انتزاع الكلّ من ذلك المركّب كذلك يكون الأكثر في المركّبات الجعليّة الشرعيّة.
وأيضا كما أنّ المركّب الصناعيّ مورد الإرادة النفسيّة بما هو المركّب الصّناعيّ كذلك المركّب الجعليّ مورد الإرادة النّفسيّة وكما أنّ كلّ جزء من أجزاء المركّب الصناعيّ بنحو التفصيل مورد الإرادة الغيريّة كذلك يكون الأمر في كلّ جزء جزء من أجزاء المركّب الجعليّ اذا لوحظ تفصيلا ولا ينافي ذلك كون كلّ جزء باعتبار اندكاكه في المجموع مورد الإرادة النفسيّة لأنّه باعتبار وجوده في العنوان الإجماليّ والإرادة الغيريّة باعتبار وجوده التفصيليّ واختلاف موضوعهما بالإجمال والتفصيل يكفي في