النفسيّة التي وجبت لا لذاتها بل من جهة ترتّب الفوائد عليها هذا مضافا إلى أنّ هذا خلاف البداهة للزوم أن تكون جميع الواجبات النفسيّة من المحسّنات الذاتيّة وهذا واضح الفساد (١).
ورابعا : كما في نهاية الدراية أنّ من العناوين ما هو حسن بالذات أو قبيح كذلك كعنوان العدل والإحسان في الأوّل وكعنوان الظلم والجور في الثاني ومنها ما هو حسن أو قبيح بالعرض كغير العناوين المتقدّمة من العناوين.
والمراد من ما بالذات وما بالعرض أنّ العنوان الحسن أو القبيح ربما يكون محفوظا ومع ذلك لا يتّصف بالحسن أو القبح لطروّ عنوان آخر عليه كعنوان الصدق والكذب إذا طرأ عليهما عنوان قتل المؤمن وإنجائه وربما لا يقبل لطروّ عنوان آخر يزيل حسنه أو قبحه كعنوان العدل والظلم.
والثاني عنوان ذاتيّ والأوّل عرضيّ ومن الواضح أنّ كلّ ما بالعرض ينتهي إلى ما بالذات فجميع الواجبات النفسيّة إذا كانت من حيث عنوان حسن واجبا نفسيّا لا بدّ من أن ينتهي إلى عنوان واحد وكذلك المحرّمات النفسيّة فكلّها مصاديق واجب واحد أو محرّم واحد بملاك وعنوان واحد لأنّ عناوينها الحسنة أو القبيحة عرضيّة لا بدّ من أن ينتهي إلى عنوان ذاتيّ انتهى موضع الحاجة (٢).
وتوضيح كلامه أنّ العناوين العرضيّة لا يمكن أن تدعو إلّا من جهة انتهائها إلى العناوين الذاتيّة والأصليّة وعليه فالإشكال باق على حاله لأنّ الواجبات الغيريّة يكون كذلك.
فتحصّل أنّ الأقوى هو تعريف الذي أفاده الشيخ قدسسره من أنّ الغيريّ ما أمر به للتوصّل إلى واجب آخر والنفسيّ ما لم يكن كذلك.
__________________
(١) نهاية الاصول : ج ١ ص ١٨٢.
(٢) نهاية الدراية : ج ١ ص ٣٣٦.