الفصل الثاني : فيما يتعلّق بصيغة الأمر :
ففيه مباحث :
المبحث الأوّل : في تحقيق معنى صيغة الأمر :
وقد تقدّم بيان الفرق بين الإنشاء والإخبار في المفاد إذ الجمل الإخباريّة للحكاية والإنشائيّة للإيجاد وصيغة الأمر من الإنشاءات وهي كما مرّ لإنشاء البعث.
والبعث هو تحريك المطلوب منه نحو العمل المقصود وهو تارة يحصل بالتحريك العمليّ مثل أن يأخذ الطالب يد المطلوب منه ويجرّه نحو المطلوب والمقصود واخرى يحصل بالتحريك الإنشائيّ مثل أن يقول الطالب للمطلوب منه : افعل كذا أو آمرك بكذا.
فالفرق بين «اضرب» و «تضرب» في أنّ الأوّل إيجاديّ دون الثاني فإنّه حكائيّ وذلك بحكم التبادر فإنّ «اضرب» لإيجاد البعث والتحريك نحو المطلوب و «تضرب» للإخبار عن وقوع الضرب وصدوره كما يكون في اللغة الفارسيّة فرق واضح بين قولنا : «بزن» وقولنا «مى زنى».
ولو كانت الأوامر مستعملة في الحكاية لما كان فرق بين «اضرب» و «تضرب» وبين «اضرب» و «أنا اريد منك الضرب» وكانا مترادفين مع أنّ المعلوم خلافه.