ولا يترتّب عليه ثواب وعقاب ، ولزوم الإتيان بالمقدّمة عقليّ كانت واجبة أو لم تكن (١).
وفيه أنّ الوجوب المقدّميّ ليس له باعثيّة مستقلّة ، وأمّا الباعثيّة الغيريّة فهي لها موجودة بضرورة الوجدان على أنّ قوله ادخل السوق واشتر اللّحم بعث نحو الخروج إلى السوق. وعليه ، فلا وجه لإنكار الثمرة العمليّة لإمكان تحقّق التقرّب بقصد أمرها ، كما يمكن التقرّب بقصد التوصّل بها إلى ذي المقدّمة المأمور به فيتّسع بذلك منطقة التقرّب بها ، وذلك لأنّ الأمر الغيريّ بناء على ثبوت الملازمة أمر شرعيّ وقصد امتثاله تقرّب إلى المولى ، كما أفاده المحقّق العراقيّ (٢).
اللهمّ إلّا أن يقال : إنّ المكلّف إن كان مريدا لإتيان ذي المقدّمة ويكون أمره باعثا له فلا محالة تتعلّق إرادته بمقدّماته ، فيكون البعث التبعيّ غير صالح للباعثيّة ، وإن لم يكن مريدا لإتيان ذي المقدّمة فلا يمكن أن يكون أمر المقدّمة الداعي إلى التوصّل به باعثا ، ومع عدم الباعثيّة لا يمكن التقرّب به (٣).
يمكن أن يقال : إنّ البعث الشرعيّ نحو ما يريده بحكم عقله غير مناف ، بل مؤكّد وإن لم يرده ؛ فالبعث المقدّميّ كالبعث إلى نفس ذي المقدّمة ، فكما أنّه ليس لغوا كذلك البعث المقدّمي ، وكما لا يضرّ عدم الانبعاث الفعليّ في الأمر بذي المقدّمة كذلك في الأمر الغيريّ لكفاية صلاحيّة البعث على نحو الضرب القانونيّ ، ولا يلزم البعث الفعليّ في كليهما ، فلا تغفل.
تأسيس الأصل
ولا يخفى عليك أنّه لا أصل بالنسبة إلى الملازمة لعدم وجود حالة سابقة
__________________
(١) مناهج الوصول : ١ / ٤٠٨.
(٢) راجع بدائع الأفكار : ١ / ٣٩٧.
(٣) راجع مناهج الوصول : ١ / ٤٠٩.