في ضمن إتيانه بهذا الداعي ولا يكاد يمكن الإتيان بالمركّب من قصد الامتثال بداعي امتثال أمره. انتهى
وفيه أوّلا : كما في نهاية الاصول إنّا لا نحتاج في إيجاد الصلاة بداعي الأمر إلى تعلّق الأمر بذات الصلاة بل نفس الأمر بالمقيّد أو المركّب يدعو إليها أيضا ويكفي أيضا في مقرّبيّتها وعباديّتها إتيانها بداعي هذا الأمر وذلك لما عرفت من أنّه يكفي في عباديّة الأجزاء التحليليّة والخارجيّة والمقدّمات الوجوديّة والعلميّة إتيانها بداعي الأمر المتعلّق بالكلّ وبذي المقدّمة.
إلى أن قال : فإنّ الأمر كما يكون داعيا إلى نفس متعلّقه كذلك يكون داعيا إلى كلّ ما له دخل في تحقّقه من غير احتياج في مدعوّيتها للأمر إلى تعلّق أمر بها على حدة. (١)
وتبعه في تهذيب الاصول حيث قال : ولكن دعوة الأمر إلى إيجاد القيود والأجزاء بعين الدعوة إلى إيجاد المركّب والمقيّد وإيجاد القيد أو الجزء امتثال للأمر المتعلّق بالمقيّد والمركّب لا امتثال لأمرهما الضمنيّ أو الانحلاليّ كما اشتهر بين القوم لأنّ العقل حاكم على أنّ كيفيّة امتثال الأمر المتعلّق بالمركّب والمقيّد إنّما هو بالإتيان بالأجزاء وإيجاد القيود فحينئذ فالجزء أو القيد ليس غير مدعو إليهما رأسا ولا مدعوّ إليهما بدعوة خاصّة منحلّة بل مدعوّ إليها بعين دعوته إلى المركّب أو المقيّد إذ الأمر واحد والمتعلّق فارد.
إذا عرفت ذلك تقدر على حلّ العويصة إذ المأمور به وإن كان هو المقيّد بقصد الأمر وهو قد تعلّق بنعت التقيّد إلّا أنّ نفس الصلاة المأتيّ بها تكون مدعوّة بنفس
__________________
(١) نهاية الاصول ١ / ١٠٧.