الفصل الثالث : في مفهوم الوصف
ويقع البحث في مقامين :
أحدهما في محلّ النزاع
ولا يخفى عليك أنّ عنوان البحث كما أفاد الشيخ الأعظم وكان عليه المشهور هو أنّ إثبات حكم لذات مأخوذة مع بعض صفاتها لا يستلزم انتفاء ذلك الحكم عند انتفاء تلك الصفة.
وشمول هذا العنوان فيما إذا اعتمد الوصف على الموصوف كقولهم أكرم رجلا عالما واضح وأمّا شموله لما إذا لم يعتمد عليه في اللفظ كقولهم أكرم عالما فمحلّ الكلام ربما يقال بخروج المثال المذكور عن محلّ النزاع بدعوى أنّه لو كان داخلا في محلّ الكلام لدخل اللقب فيه أيضا لوضوح أنّه لا فرق بين اللقب وغير المعتمد من الوصف من هذه الناحية فكما أنّ الأوّل لا يدلّ على المفهوم من دون خلاف فكذلك الثاني ومجرّد أنّ الوصف ينحلّ بتعمّل من العقل إلى شيئين ذات ومبدأ كما هو الحال في جميع العناوين الاشتقاقيّة لا يوجب فارقا بينه وبين اللقب في هذه الجهة حيث إنّ هذا الانحلال لا يتعدّى عن أفق النفس إلى أفق آخر فلا أثر له في القضيّة في مقام الإثبات والدلالة أصلا حيث أنّ المذكور فيها شيء واحد وهو الوصف دون موصوفه.
وكيف كان فالظاهر أنّه لا خلاف ولا إشكال في عدم دلالته على المفهوم والسبب فيه أنّ الحكم الثابت في القضيّة لعنوان اشتقاقيّا كان أو ذاتيّا فلا تدلّ القضيّة