الفارسيّة هو (تنها).
ورابعا : إنّ بعض المصرّحين بأنّ لفظة إنّما تدلّ على الحصر كانوا أنفسهم من أهل اللسان وهم كثيرون من أهل الأدب والتفسير واللغة وعلم الأصول كالأعشى أحد المعروفين من شعراء الجاهليّة والمبرّد البصريّ ومن جملتهم الشهيد الصدر قدسسره حيث قال : فمن جملة أدوات الحصر كلمة (إنّما) فإنّها تدلّ على الحصر وضعا بالتبادر العرفيّ (١).
هذا مضافا إلى غيرهم ممّن سكنوا البلاد العربيّة سنوات متمادية بحيث كانوا يعدّون من أهل اللسان كالأزهريّ الهرويّ وغيره.
فانقدح ممّا ذكر أنّه لا وقع لما يقال من أنّ التبادر غير ثابت بعد ما عرفت من تصريح اللغويين والمفسّرين وأهل الأدب بظهور الكلمة في الحصر.
قال في المحاضرات : وقد نصّ أهل الأدب أنّ كلمة (إنّما) من أداة الحصر وتدلّ عليه هذا مضافا إلى أنّه المتبادر منها أيضا نعم ليس لها مرادف في لغة الفرس على ما نعلم حتّى نرجع إلى معنى مرادفها في تلك اللغة لنفهم معناها نظرا إلى أنّ الهيئات مشتركة بحسب المعنى في تمام اللغات مثلا لهيئة اسم (الفاعل) معنى واحد في تمام اللغات بشتّى أنواعها وكذا غيرها وهذا بخلاف الموادّ فإنّها تختلف باختلاف اللغات وكيف كان فيكفي في كون هذه الكلمة أداة للحصر ومفيدة له تصريح أهل الأدب بذلك من جهة والتبادر من جهة أخرى ثمّ إنّها قد تستعمل في قصر الموصوف على الصفة وقد تستعمل في عكس ذلك وهو الغالب وعلى الأوّل فهي تستعمل في مقام التجوّز أو المبالغة كقولنا (إنّما زيد عالم أو مصلح) أو ما شاكل ذلك مع أنّ صفاته لا تنحصر به حيث إنّ له صفات أخرى غيره ولكنّ المتكلّم بما أنّه بالغ فيه وفرض
__________________
(١) الحلقة الثالثة : ج ١ ص ١٨١.