حفظ من امتي اربعين حديثا مما يحتاجون اليه من امر دينهم بعثه الله فقيها عالما. (١)
قال شيخنا البهائي قدسسره في أول أربعينه : أن دلالة هذا الخبر على حجية خبر الواحد لا يقصر عن دلالة آية النفر انتهى.
ولكنه لا يخلو عن اشكال ، وهو أن وجه الدلالة هو الملازمة بين النقل والقبول التعبدي ، وهو اول الكلام ، ولعله مشروط بحصول العلم أو اتصاف الراوى بوصف العدالة.
ومثل الأخبار الواردة في الترغيب في الرواية والحث عليها وابلاغ ما في كتب الثقة كقوله عليهالسلام فيما الفه يونس : هذا ديني ودين آبائي ، وهو الحق كله. (٢) وجه الدلالة هو الملازمة بين كون ما كتبه الثقة حقا وبين القبول التعبدي.
ولكن يرد عليه بأن التصديق المذكور تصديق شخصي بنحو القضية الخارجية. (٣) اللهمّ إلّا أن يقال : بعد الغاء الخصوصية يكون في قوة القضية الحقيقية.
وكقوله عليهالسلام : اكتب وبث علمك في اخوانك ، فان مت فاورث (فورث) كتبك بنيك ، فانه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون (فيه) إلّا بكتبهم. (٤) وجه الدلالة واضح ؛ لان مورد التوصية هو كتابة الواحد هذا مضافا الى التعبير عنه بالبث بالعلم وانه ارث وموجب للانس به.
وكقوله عليهالسلام اعرفوا منازل الرجال منا بقدر روايتهم عنا (٥) ودلالته على حجية قول كل ثقة محل تأمل.
وكقوله عليهالسلام : لكل رجل منا من يكذب عليه.
وقوله : ستكثر بعدي القالة ، وأن من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار.
__________________
(١) جامع الأحاديث : ج ١ ص ٢٤١ ح ٦٨ الى ٧٣.
(٢) جامع الأحاديث : ج ١ ص ٢٢٧.
(٣) مباحث الحجج : ج ١ ص ٢٨٥.
(٤) جامع الأحاديث : ج ١ ص ٢٣٥ ح ٤٧.
(٥) الوسائل : الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ح ٤٣.