معهم بضع سور من القرآن وذهبوا بها إلى قبائل المشركين ليدعوهم ، وعند ما هاجر المسلمون إلى الحبشة أخذوا معهم السور القرآنية التي كانت قد نزلت إلى ذلك الحين ، ومنها سورة مريم التي تلوها على مسامع النجاشى ملك الحبشة ، وعلى هذا المنوال انتشرت سور القرآن الكريم في جزيرة العرب في عهد النبي صلىاللهعليهوآله وانتشر الإسلام والقرآن في تلك المنطقة (السعودية اليوم) خلال حياة النبي صلىاللهعليهوآله لقد كان من الواجب على كل مسلم أن يقرأ في الصلاة سورة فاتحة الكتاب بالإضافة إلى سورة أخرى عن ظهر قلب ، وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله (ليؤمّكم أقرأكم) ومعناه أنّ إمام كل قوم هى الذي يحفظ من القرآن أكثر من الباقين ، وبهذا الأسلوب كان النبيّ يشجّع الناس على حفظ القرآن ، ونتيجة لذلك فإنّ أي سورة في سور القرآن كان يحفظها او يدوّنها عدد غير محصور من المسلمين في الجزيرة ، مثلا سورة يس يحفظها عشرة آلاف وسورة الرحمن عشرون الف وسورة الحمد بضعة ملايين كما ان السور الكبيرة كالبقرة كان لها حفاظ أيضا ولم تكن هناك سورة إلّا ويحفظها عدد غير قليل من الناس وقد تولّي النبي صلىاللهعليهوآله بنفسه وبأمر عن جانب الله عزوجل مهمّة تشخيص الآيات التي تتركب منها السور وأنّ السورة تتألف من كم آية ، وان هذه الآية او تلك تابعة لأية سورة ، وكان لكلّ سورة اسم خاص في زمان النبيّ تعرف به ، وعند ما كان صلىاللهعليهوآله يقول سورة طه أو سورة مريم أو سورة هود فإنّ الناس كانوا صلىاللهعليهوآله يعرفون أيّة سورة يقصد ، مثلا روي عن النبي انه كان يقول شيبتنى سورة هود) وكان الناس يعلمون عن أي سورة يتحدث وذلك لأنّ آلاف الأشخاص كانوا قد حفظوا هذه السورة أو كتبوها في الرقاع التي عندهم. كل هذه الامور ثابتة بالتواتر ولا مجال للشك فيها.
وحينما كان المسلمون يحفظون القرآن على عهد الرسول صلىاللهعليهوآله ما كانوا يتسامحون في ألفاظه ، مثلا لم يكونوا يجوّزون لأنفسهم الإتيان بكلمة دنت بدلا من كلمة (اقتربت) لمكان الترادف بين اللفظين ، وقد ظهر علم النحو إلى الوجود فى القرن الأول الهجري من أجل ضبط حركات القرآن ، وأنّ الدقّة التي تميّز بها الصحابة والتابعون والقرّاء السبعة في أداء