القرآنية والروائية كالعرش والكرسي والحوض والشفاعة والبرزخ والصراط والحساب والأعراف ، ومسائل العدل في أفعال الله تعالى وتشريعاته ، فضلاً عن موضوعات مصادر التشريع والخلاف في السنّة وحجّيّتها ، ودور العقل وما يتفرّع عنه من القياس والاستحسان وغيرها ، وقد كان للشيعة دور كبير في معترك هذه المسائل ، ولاسيّما ما كان منها من مختصّات التشيّع كالبداء والرجعة وعقيدة الأمر بين الأمرين في القضاء والقدر.
وإذا كانت نار الفتنة قد نشبت واستعرت بين المعتزلة والمُحَدِّثين (السلفيين) في غير واحد من البلاد ، فإنّ الحالة الشيعية لم تكن بمنأى عن تلكم الصراعات ، وكان للشيعة حضور كبير في معادلة التأثير والتأثّر ، وساهم الشيعة ـ كما غيرهم ـ في صياغة وتوجيه الرأي العام الكُوفي نحو مسارات محدّدة تختزل حجم القوى الفكرية الفاعلة على الأرض.
أمّا أهمّ الذين صنّفوا في التوحيد من المُحَدِّثين من المدرسة الكُوفية الشيعية في القرن الثالث الهجري ، فهم :
١ ـ إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن هلال المخزومي :
كان من أهل مكّة ، ثمّ هاجر والتحق بمدرسة الكوفة وتتلمذ على يد كبار المُحَدِّثين فيها ، من أمثال : أيّوب بن نوح ، وعلي بن الحسن بن فَضّال ، له كتاب التوحيد ، رواه عنه علي بن أحمد العقيقي ، وابنه محمّد بن