حدّثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك قال : كنت خادماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فبينما أوضّيه إذ قال : (يدخل داخل هو أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وخير الوصيّين وأولى الناس بالنبيّين وأمير الغرّ المحجّلين). فقلت : اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار حتّى قُرع الباب فإذا علي عليهالسلام فلمّا دخل عرق وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرقاً شديداً ، فمسح رسول الله من وجهه بوجه علي ، فقال : ما لي يا رسول الله ، أنزل فيَّ شيءٌ؟ فقال : (أنت منّي وتؤدّي عنّي وتبرء ذمّتي [وتبلّغ] رسالتي) ، قال : يا رسول الله ، أو لم تبلّغ الرسالة؟ قال : (بلى ، ولكن تعلّم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لم يعلموا أو تخبرهم)»(١).
* «وقال إبراهيم الثقفي : أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال : حدّثنا زياد [بن] المنذر الهمداني عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال : كنّا إذا سافرنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) كان علي عليهالسلام صاحب متاعه يضمّه إليه. فإذا نزلنا يتعاهد متاعه ، فإن رأى شيئاً يرمّه رمّه وإن كان نعل خصفها. فنزلنا منزلاً ، فأقبل علي عليهالسلام يخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله). فدخل أبو بكر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (إذهب فسلّم على أمير المؤمنين). قال : يا رسول الله ، وأنت حيٌّ؟ قال : (وأنا حيٌّ). قال : من ذلك؟ قال : (خاصف النعل). ثمّ جاء عمر فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (اذهب فسلّم على أمير المؤمنين). فقال بريدة : وكنت أنا فيمن دخل معهم ،
__________________
(١) اليقين ص١٩٧.