ابن عمر الجعفي ، قال : سمعت الشيخ ـ يعني أبا عبد الله عليهالسلام ـ يقول : (إيّاكم والتنويه ، أما والله ليغيبنّ سبتاً من دهركم ، وليخملنّ حتّى يقال : مات ، هلك ، بأيّ واد سلك؟ ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، وليكفأنّ تكفّؤ السفينة في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيّ من أيّ). قال [المفضّل] : فبكيت ، ثمّ قلت له : كيف نصنع؟ فقال : (يا أبا عبد الله ـ ثمّ نظر إلى شمس داخلة في الصفّة ـ أترى هذه الشمس؟) فقلت : نعم ، فقال : (والله لأمرنا أبين من هذه الشمس)»(١).
٨ ـ علي بن الحسن بن علي بن فَضّال :
كان من أعلام الفطحية ومصنّفيهم ، ذكر النجاشي وغيره أنّ له كتاب الغيبة ، وكتاب الملاحم(٢) ، ومن رواياته ما أورده الشيخ الصَّدوق عن محمّد ابن إبراهيم بن إسحاق رضياللهعنه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فَضّال ، عن أبيه عن أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليهالسلام أنّه قال : (كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه) ، قلت له : ولم ذلك يا بن رسول الله؟ قال : (لأنّ إمامهم يغيب عنهم). فقلت : ولم؟ قال : (لئلا يكون في عنقه لأحد حجّة إذا
__________________
(١) غيبة النعماني ص١٥٤.
(٢) رجال النجاشي ص٢٥٧ ؛ فهرست الطُّوسي ص١٥٦ ؛ معالم العلماء ص١٠٠.