__________________
البرهان ، فقال عقيب الطعن على من ادّعى وأحدث هذا القول وقلّة القائلين به ما هذا لفظه المفيد :
ممّا يدلّ على كذبه وعظم بهته أنّ فقهاء عصرنا هذا ، وهو سنة ثلاث ستّين وثلاثمائة ، ورواته وفضلاؤه ، وإن كانوا أقلّ عدداً منهم في كلّ عصر مجمعون عليه ويتديّنون به ويفتون بصحّته وداعون إلى صوابه ، كسيّدنا وشيخنا الشريف الزكي أبي محمّد الحسيني أدام الله عزّه ، وشيخنا الثقة الفقيه أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه أيّده الله تعالى ، وشيخنا الفقيه أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، وشيخنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين أيّدهما الله ، وشيخنا أبي محمّد هارون بن موسى أيّده الله.
ورأيت في الكتب أيضاً أنّ الشيخ الصدوق المتّفق على أمانته ، جعفر بن محمّد بن قولويه تغمّده الله برحمته ، مع من كان يذهب إلى أنّ شهر رمضان لا يجوز عليه النقصان ، فإنّه صنّف في ذلك كتاباً وقد ذكرنا كلام المفيد عن ابن قولويه.
ووجدت للشيخ محمّد بن أحمد بن داود القمّي رضوان الله جلّ جلاله عليه كتاباً قد نقض به كتاب جعفر بن قولويه ، واحتجّ بأنّ شهر رمضان له أسوة بالشهور كلّها.
ووجدت كتاباً للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، سمّاه لمح البرهان ، الذي قدّمنا ذكره قد انتصر فيه لأستاده وشيخه جعفر بن قولويه ، ويردّ على محمّد بن أحمد بن داود القمّي ، وذكر فيه أنّ شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين وتأوّل أخباراً ذكرها تتضمّن أنّه يجوز أن يكون تسعاً وعشرين.
ووجدت تصنيفاً للشيخ محمّد بن علي الكراجكي يقتضي أنّه قد كان في أوّل أمره قائلاً بقول جعفر بن قولويه في العمل على أنّ شهر الصيام لا يزال ثلاثين على التمام ، ثمّ رأيت له مصنّفاً آخر سمّاه الكافي في الاستدلال ، قد نقض فيه على من قال بأنّه لا ينقص عن ثلاثين واعتذر عمّا كان يذهب إليه ، وذهب إلى إنّه يجوز أن يكون تسعاً وعشرين.
ووجدت شيخنا المفيد قد رجع عن كتاب لمح البرهان ، وذكر أنّه قد صنّف كتاباً سمّاه مصابيح النور ، وأنّه قد ذهب فيه إلى قول محمّد بن أحمد بن داود في أنّ شهر