عنها(١) ، وتمّ ربط (ما تأويله قبل تنزيله) بالآيات التي تحكي عن بعض الأمور التي كانت في عصر النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) والتي لم يسبق بيان حكمها ، وحتّى النبيّ نفسه لم يكن عالماً بحكمها(٢) ، وتمّ ربط (ما تأويله بعد تنزيله) بالآيات التي تتنبّأ بالأحداث القادمة من قبيل حروب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام مع العصاة ، ويوم القيامة ، والرجعة(٣).
إلاّ أنّه لم يتّضح لنا الوجه المنطقي لهذا التقسيم ، ولم يتّضح في مورد الآيات من القسم الثاني والثالث ما إذا كان هناك من حاجة إلى السؤال عن مضمون الآية أم لا؟ ومن ناحية أخرى فإنّ هذا التقسيم ليس شاملاً ، فإنّه على سبيل المثال لا يشمل الآيات التي تتحدّث عن قصص الأنبياء ، أو الآيات المتعلّقة بالتوحيد أو الصفات الإلهية ، أو الآيات الأخلاقية.
وفي الشرح التفصيلي لهذه الأقسام الثلاثة في تفسير النعماني أضاف إليها قسماً رابعاً ، وهو : (ما تأويله مع تنزيله)(٤) ، وقيل في توضيح هذا القسم : في هذه الآيات ـ خلافاً لآيات القسم الأوّل (ما تأويله في تنزيله) ـ لا يمكن الاكتفاء بمجرّد التنزيل ، بل يجب أن يقترن بها تفسير الآية أيضاً. وقد تمّ إيضاح هذا القسم من خلال ذكر عدد من الأمثلة ، ومن بينها ، قوله تعالى :
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ٦٨.
(٢) المصدر أعلاه ، ج ٩٣ ، ص ٦٩.
(٣) المصدر أعلاه ، ج ٩٣ ، ص ٧٧.
(٤) المصدر أعلاه ، ج ٩٣ ، ص ٦٨. وفي الصفحة ٧٨ التي تعرّضت لشرح هذا القسم حدث سقط في هذا العنوان من نسخة تفسير النعماني ، وقد عمد مصحّح الكتاب إلى إضافة هذا العنوان اعتماداً على النص السابق ، وقد أضافه تفسير القمّي في ص ١٢.