رسالة سمّاها (إرشاد المنصف البصير إلى طريق الجمع بين أخبار التقصير) ورسالة في المفطرات ورسالة في الجمعة وغير ذلك من الرسائل والفوائد المفردة ، كان ماهراً في الفقه والعربية ، قرأت عليه وكان عمري نحو عشر سنين وكان حسن التقرير جدّاً ، حافظاً للمسائل والنكت ، كُفَّ بصره وهو في سنّ الثمانين فحفظ القرآن في ذلك الوقت ، ثمّ عُمِّر حتّى جاوز التسعين ، ولمّا توفّي رثيته بقصيدة طويلة ... إلى أن قال : وله شعر قليل جدّاً كان يرويه والدي قدّس سرّه لم يحضرني منه شيء ، أروي عنه عن مشائخه المذكورين جميع مرويّاتهم.
آل الحرّ : أسرة عريقة في العلم والأدب؛ قال عنها الشيخ علي سبيتي في بعض مجاميعه ـ كما نقله عنه السيّد الأمين في كتابه خطط جبل عامل ـ قال : ... ومن جباع عائلة بيت الحرّ جدّهم الأعلى الحرّ بن يزيد الشهيد مع الحسين في كربلاء(١).
__________________
الجبعي؛ كان عالماً فاضلاً متبحّراً ماهراً محقّقاً مدقّقاً زاهداً عابداً ورعاً فقيهاً محدّثاً كاملاً جامعاً للفنون والعلوم ، جليل القدر عظيم المنزلة ، قرأ على أبيه وعلى مولانا أحمد الأردبيلي وتلامذة جدّه لأمّه الشهيد الثاني وكان شريك خاله الشيخ حسن في الدرس ، له كتاب مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام خرّج منه العبادات ، وحاشية الاستبصار وحاشية التهذيب ... إلى أن قال : ورأيت بخطّ ولده السيّد حسين على ظهر كتاب المدارك : توفّي والدي المحقّق مؤلّف هذا الكتاب في شهر ربيع الأوّل ليلة العاشر منه سنة تسعة بعد الألف في قرية جبع. وفي الأعيان أنّه ولد سنة ٩٤٦.
(١) خطط جبل عامل : ٢٥٩.