٤) الوجود الإمامي في بلاد الحرمين في القرن الحادي عشر يمثّل امتداداً لما قبله من قرون خلت ، فهذا الوجود له امتداد تاريخي بعيد الجذور ، والقرن الحادي عشر يمثّل واسطة العقد والحلقة التي تصل ماضيه بمستقبله.
٥) رغم أنّ كتاب طبقات أعلام الشيعة لم يُخصّصه مؤلّفه لموضوع المجاورين للحرمين الشريفين ، إلا أنّه كشف عن معلومات وتفاصيل تاريخية تتصل بالموضوع وتكشف جانباً كبيراً منه ، وقد وفّر الكتاب بمعلوماته الغزيرة للباحثين المهتمّين زاداً نافعاً وخلق أرضية لدراسة مختلف جوانب الحياة العلمية والاجتماعية عبر القرون.
ورغم أنّ المؤلّف لم يبحث بالتفصيل حياة من ترجم لهم ، إلاّ أنّ ذلك لا يقلّل من قيمة عمله بلحاظ ضخامة العمل وجسامته وهو عمل تنوء بحمله مؤسّسات بطاقم كامل من الباحثين المتخصّصين. وما يهمّنا هنا هو مناقشة المعيار الذي احتكم إليه الشيخ الطهراني ـ أعلى الله مقامه ـ في كتابه طبقات أعلام الشيعة ، وهو معيار (التشيّع) لأهل البيت ، فهل التزم به الشيخ الطهراني في عمله؟
لقد لاحَظنَا أنّ الكتاب حفل بعدد من الأسماء التي ينسبها إلى التشيّع خطأً ، اعتماداً على أدلّة لاتفيد الجزم بالانتماء العقائدي للتشيّع ، نظير ما ذكره عن خضر الموصلي(١) ، على سبيل المثال ، اعتماداً على ما ذكره في كتابه الإسعاف والتي تفيد بميول شيعية لمؤلّفه!!
__________________
(١) أوردنا هذا المثال فحسب لأنّه ورد ضمن العلماء المجاورين وقد أشرنا إليه في ثنايا البحث ، وإلاّ فالأمثلة في موسوعة الطبقات كثيرة جدّاً.