وأمّا هو وهولاكو فإنّهما ما تغيّر عليهما شيء ، لعلمهما بأنّ ذلك يقع ، فقال له : هذا العلم النجومي له هذه الفائدة ، يعلم المتحدّث فيه ما يحدث ، فلا يحصل له من الروعة والاكتراث ما يحصل للذاهل الغافل عنه ، فقال : لا بأس بهذا وأمره بالشروع فيه.
توفّي الشيخ الخواجة نصير الدين الطوسي سنة (٦٧٢ هجرية).
الثاني : القوشجي
هو علي بن محمّد القوشجي ، علاء الدين : فلكي رياضي ، من فقهاء الحنفية ، أصله من سمرقند ، كان أبوه من خدّام الأمير (ألغ بك) ملك ما وراء النهر ، يحفظ له البزاة ، ومعنى القوشجي في لغتهم حافظ البازي ، وقرأ علي القوشجي على الأمير (ألغ بك) ـ وكان ماهراً في العلوم الرياضية ـ ثمّ ذهب إلى بلاد كرمان فقرأ على علمائها ، وصنّف فيها شرح التجريد للطوسي ، وعاد ، وكان (ألغ بك) قد بنى رصداً بسمرقند ، ولم يكمل ، فأكمله القوشجي.
ثمّ رحل إلى تبريز فأكرمه سلطانها الأمير حسن الطويل ، وأرسله في سفارة إلى السلطان محمّد خان (سلطان بلاد الروم) ليصلح بينهما ، فاستبقاه محمّد خان عنده ، فألّف له رسالة في الحساب سمّاها المحمّدية ـ خ أجاد فيها ، ورسالة في علم الهيئة سمّاها الفتحية ـ خ فأعطاه محمّد خان مدرسة (أيا صوفية) فأقام بالآستانة ، وتوفّي فيها سنة (٨٧٩ هجرية) الموافق لسنة