أفراد المنزلة بمنزلة قولك : «إلاّ النبوّة» بل منقطع بمعنى لكن ، فلا يدلّ على العموم ، كيف ومن منازله الأخوّة ولم يثبت لعليّ عليه السلام ، اللّهمّ إلاّ أن يقال : إنّها بمنزلة (١) المستثنى لظهور وانتفائها(٢).
ولو سلّم العموم فليس من منازل هارون(٣) الخلافة والتصرّف بطريق النيابة على ما هو مقتضى الإمامة ، لأنّه شريك له في النبوّة ، وقوله : «اخلفني» ليس استخلافاً بل مبالغة وتأكيد في القيام بأمر القوم ، ولو سلّم فلا دلالة على بقائها بعد الموت(٤) ، وليس انتفاؤها بموت المستخلف عزلاً ولا نقصاً بل
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : أو يقال : إنّ الاُخوة الروحانية المعتضدة بالمؤاخاة أرفع وأعرف من الاُخوة الصلبية النسبية القلبية ، وقد تحقّق ذلك. ١٢ نور الله.
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : الاُخوّة النسبية ، وأمّا المؤاخاة معه فلا يمكن إنكاره ، وسيعرض له الشارح عند قول المصنّف : «واختصاصه بالقرابة والأخوّة». ١٢ نور.
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : قال الهيثمي : إنّ أكثر هذه المنوّع إنّما يتوجّه لو استدلّ بالخبر على الوجه المذكور ، ويمكن تقريره بوجه آخر لايردّ عليه شيء من ذلك ، وهو أن يقال : إنّ مرتبة هارون من موسى أقوى من مرتبة غيره من أصحاب موسى ، فكذا مرتبة عليّ عليه السلام يكون أقوى من مرتبة غيره من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله ، فيكون الإمامة بعده حقّاً له فتأمّل ١٢.
أقول : هذا التقرير وإن لم يتوجّه عليه أكثر هذه المنوّع كما ذكره ، لكن لا يثبت به ما هو المطلب الأعلى من وجوب إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام قبل الثلاثة ، إلاّ أن يضمّ مع ذلك المقدّمة القائلة يقبح تقديم المفضول. ١٢ نور.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : الدليل عليه أنّ