هذا العصر ، وهم مقرّون بولايته غير ناقضين لعهده وعهد الله إليهم فيه ، فهم مقيمون متديّنون بفرض طاعتهم أوّلهم وآخرهم ، عارفون أنّه قائم العين فيهم ، موجود الشخص من عقب الماضي قبله الهادين ، وقد خفي عليهم اسمه وموضعه للعلّة التي ذكرناها وشرحناها ، فهؤلاء هم الذين قال العالم عليهالسلام : (حقّ على الله أن يُدخل الضُلاّل الجنّة). إذ ضلّوا عن اسمه ومكانه بعد أن يكونوا مقيمين على ولايته وإمامته بتعيّن (بيقين؟) لما وقفهم عليه الماضي قبله من أمره ونهيه ؛ لأنّ الاسم لا يدرك إلاّ بالخبر ، وكذلك الموضع ، والذي فرض الله على العباد في هذا المعنى فهو على وجهين لا يدرك بغيرهما ، فوجه منه (كذا والظاهر سقوط : الخبر) ، ووجه منه العقل.
فأمّا ما فرض عليهم من جهة العقل فأن يعلموا أنّ لهم خالقاً ، وأنّ الخالق بعث الأنبياء والرسل ، وأنّ الرسل قد أقاموا لهم بعدهم الدلائل المبيّنة ١لما يختلفون فيه من أمر دينهم ودنياهم ؛ إذ قد علموا أن ليس في وسعهم معرفة ما يحتاجون إليه ، فهذا ما فرض الله جلّ وعزّ عليهم من جهة العقل.
وأمّا اسم الحجّة وموضعه فلا يدرك إلاّ من طريق الخبر والتوقيف(١)(فمن كان مقيماً على الإقرار بالأئمّة كلهم (صلوات الله عليهم) وبإمام زمانه وولايته وإنّه قائم العين ، مستور من عقب الماضي قبله ، وقد خفي عليهم
__________________
(١) من هنا إلى آخر النصّ منقول في بحار الأنوار، ج ٨٣، ص ٤٧، رقم ٢٥. ولم يحذف من الحديث سوى عبارة (فهذا هو المعنيّ) إلى (من قبل الله جلّ وعزّ).