وهو (١) الذي كان قد خرج باليمن وادّعى أنّه المهدي الموعود ، وسمّى أصحابه الموحدّين ، قال ابن تيميّة : كان ابن تومرت من الخبر بالحديث بما ادّعى به دعوى تطابق الحديث يعني : « يملأ الأرض قسطاً وعدلاً » الحديث ، فصار ابن تيميّة يسعى في الإمامة الكبرى بدعوى تطابق الحديث فيه أيضاً ، وسمّى أصحابه بالموحدّين .
ولعمري أنّها من أعظم الكبائر والكذب على اللَّه ورسوله ، وكأنّه لذلك قال ابن حجر في الدرر الكامنة : فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قديمهم وحديثهم (٢) ، انتهى.
وقد تقدّم تفصيل كلّ ذلك في الشهادات على ابن تيميّة (٣) .
النوع السادس من الأنواع المكفّرة لابن تيميّة :
تكذيبه لأنواع من حديث رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله في مواضع كثيرة ، روتها أئمّة أهل العلم بالحديث في الجوامع والسنن والتفاسير المعتمدة عند المسلمين ونصّوا على صحّتها ، و يرميها بالوضع بمجرّد مخالفتها لعقيدته الزائغة ، كعامّة ما رووه أئمّة الإسلام في نفي الأعراض والتجسيم والتشبيه ، وما رووه في فضل زيارة قبر الرسول صلىاللهعليهوآله ، وما يدل على مشروعيّة الاستغاثة والتوسّل به صلىاللهعليهوآله ، وكمعظم ما رووه في تأويل بعض الآيات الباهرات في العترة الطاهرة ، وأكثر ما رووه في مناقب أهل البيت في عليّ عليهالسلام وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، وعامّة الآثار الواردة في مناقب
__________________
(١) أي ابن تومرت .
(٢) الدرر الكامنة ١ : ٩٢ .
(٣) راجع ج ١ : ٥٩ـ٦١ .