وقال العلّامة أبو الحسنات محمّد بن عبد الحي اللكنوي بن الحافظ عبد الحليم (١) في رسالته في علم دراية الحديث المسمّاة بالرفع والتكميل في الجرح والتعديل في صفحة ٢٠ من النسخة المطبوعة في مطبعة شوكة الإسلام الواقعة في لكهنو ما نصّه : واعلم أنّ هناك جمعاً من المحدّثين لهم تعنّت في جرح الأحاديث فيبادرون إلى الحكم بوضع الحديث أو ضعفه بوجود قدح ولو يسيراً في راو فيه لمخالفته لحديث آخر ، منهم : ابن الجوزي .
إلى أن قال : والشيخ ابن تيميّة الحرّاني مؤلّف منهاج السنّة .
ثمّ قال : فكم من حديث قويّ حكموا عليه بالضعف أو الوضع ؟ !
إلى أن قال : فمن قلّدهم من دون الانتقاد ضلّ وأوقع العوام في الافساد (٢) ، إلى آخر كلامه .
وأمّا تصريحات ابن تيميّة بالمشهود به عليه في مصنّفاته التي عثرت عليها فأذكرها في فصول :
الفصل الأوّل : في تكذيبه أحاديث زيارة القبر المكرّم :
قال في رسالته في زيارة بيت المقدس ما لفظه بحروفه : وكذلك كلّ حديث يُروى في فضل زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فإنّه ضعيف بل موضوع ، انتهى . وقد طبعت هذه الرسالة في مصر في الجزء الثاني من مجموعة الرسائل الكبيرة ، والذي نقلنا هو في صفحة ٦١ من الجزء الثاني المذكور (٣) .
__________________
(١) اللكهنوي الهندي فقيه حنفي توفّي سنة ١٣٠٤ ه هدية العارفين ٢ : ٣٨٥ .
(٢) الرفع والتكميل تحقيق عبد الفتاح أبو غدّة : ٣٣٠ ـ ٣٢١ .
(٣) وقد طبع ضمن مجموعة الفتاوى ٢٧ : ١٦ .