لسائر النبيّين مبجّل لحرماته ومقتبس من مناره أن يفوه بمثل هذه الفتيا الفضيحة ، المشتملة على التنقيص الشنيع ، والإزراء القبيح ، والثلب الفضيح ، ولكن الباطل يعمي البصائر ، و يغشي السرائر ، و ينغل الضمائر ، و يصمّ الآذان ، ويفسد الإيمان ويدغل الإيقان ، ويبعث على الافتخار في المهالك ، والتغوّل في الحوالك ، والتردّي في المعاطب ، والانخداع بالكواذب.
وقد حاق والحمد للَّه بابن تيميّة وبال هذا الرأي الأعوج ، ونزل به نكال هذا الهذر الأسمج ، فكفّره علماء عصره ومصره ، والعجب كلّ العجب أنّ المحروم مع هذه المجازفات الفاحشة والنفثات الداهشة التي تذهل كلّ ذي رأي سديد ، يدّعي ملكة فهم معاني الأحاديث ، و إدراك دقائق الأسانيد ، فتعساً لهذه الملكة التي قادته إلى إبطال الأحاديث الثابتة ، والروايات الأثيلة التي هي عن اُصول التحقيق نابتة ، التي أثبتها إمامه وفخره وعماده وشرفه وسناده ، وأهل النقد والإمعان والحفظ والإتقان ، المجدّدين لما درس من آثاره ، المجتهدين في إنارة مقباسه ورفع مناره ، و يدرؤون في صدر ابن تيميّة و يدفعون في نحره ، و ينصرون الحقّ بتأزيره ، و يشيّدون مباني الصدق بتقريره ، و يحمون مواد الريب عن أساسها ، و ينوّرون طرق الهداية بإضاة نبراسها ، ويظهرون الصواب الصراح كالقمر اللياح ، ويجعلون ما لفقه ابن تيميّة من الأباطيل كهشيم تذروه الرياح .
الفصل الثاني : في إنكاره الآيات النازلة في العترة الطاهرة ، وتكذيبه الأحاديث المرويّة في ذلك .
قال في أوّل الجزء الرابع من منهاج الحشويّة : قال الرافضي : المنهج