رسول اللَّه ، وإذا لم يثبت عندهما ذلك فليس لهما النفي أقصاه عدم العلم .
وأمّا دعوى العلم بالعدم في مثل المقام ، فمن أقبح الدعاوي ، وأفضح المقالات على مدّعيها ، كيف وقد نصّ جماعة من كبار النسّابين والمورّخين والمحدّثين وأهل المعرفة والدين من أهل السنّة على أنّه ولد للحسن العسكري محمّد بن الحسن المهدي وتزعم الشيعة أنّه المنتظر ، ووافقهم جماعة من علماء السنّة ، وأنّه المهدي الموعود المنتظر كما ستعرف .
نصوص النسّابين على تولّد المهدي ابن الحسن العسكري عليهماالسلام :
أمّا علماء النسب فهذا شيخهم أبو نصر سهل بن عبد اللَّه البخاري (١) المشهور روايته في كتابه سرّ السلسلة العلوية وربّما يقال له : كتاب سرّ أنساب العلويين عند ذكره للإمام عليّ بن محمّد الهادي وأولاده ما لفظه بحروفه : واتّفقوا على أنّ المعقب من أولاده ابنان : الحسن العسكري الإمام ، وجعفر الكذّاب ، وذكر ولد جعفر الكذّاب .
قال : سرّ و إنّما تسمّيه الإماميّة بالكذّاب لأنّه ادّعى ميراث أخيه الحسن بن عليّ دون ابنه محمّد بن الحسن القائم المهدي لا طعن في نسبه .
ثمّ قال : أمّا الحسن العسكري الإمام وله ابن واحد محمّد الإمام و بنتان أحدهما فاطمة درجت في حياة أبيها ، والثانية أيضاً كذلك (٢) ، انتهی .
__________________
(١) النسّابة الشهير ، كان حيّاً سنة ٣٤١ ه . تاريخ بغداد ٩ : ١٢٣ / ٤٧٢٨ .
(٢) سرّ السلسة العلوية : ٤٠ ـ ٣٩ ، وانظر الشجرة المباركة للفخر الرازي : ٩٢ ـ ٩٣ ، ومعارج الوصول إلى فضل آل الرسول صلىاللهعليهوآله : ١٧٠ . ، انتهى .