كابن مردويه وأبي الشيخ والطبراني عن عليّ وعمّار بن ياسر وعبد اللَّه بن عبّاس وسلمة بن كهيل ومجاهد وأبي رافع مولى رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله ، وقد تقدّم كلّ ذلك منّا في الوجه الأوّل من جوه الجواب عن أوّل وجوه جواب ابن تيمية (١) ، وأخرجت أيضاً ما أخرجه رزين في الجمع بين الصحاح الستّة من صحيح النسائي عن عبد اللَّه بن سلام في ذلك ، وما أخرجه ابن جرير في تفسيره ، وما أخرجه أبو نعيم عن كلّ هؤلاء الصحابة وتابعيهم ، فأي واقعة فيها أكثر من هذه الطرق والروايات المتواترات المتكثّرة المستفيضة ، أَ بَعدَ كلّ ذلك يطلب إسناداً واحداً يكون صحيحاً ، إنّما يقول هذا حتّى ينظر إلى كتابه عوام الحشويّة وبقر الشام فيكذّبون مدّعي نزولها في عليّ عليهالسلام ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلآَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ ) (٢) .
أمّا قوله : وهذا الإسناد الذي ذكره الثعلبي إسناد ضعيف فيه رجال متّهمون ..
فهو من نمط ما قبله من الكذب ، فقد تقدّم ذكر إسناد الثعلبي ، وأنّ رجاله كلّهم عدول أجلّاء ليس فيه متّهم بالكذب ولا مجهول ، وأنّه لم يتفرّد الثعلبي في هذا المتن ولا في هذا الإسناد ، بل تابعه أبو القاسم الحسكاني بهذا الحديث و بنفس هذا الإسناد كما تقدّم (٣) ، وكذلك الفضل الطبرسي المفسّر شيخ علماء الشيعة في مجمع البيان (٤) ، وهذه كتب الجرح
__________________
(١) راجع ص : ١٤٤ .
(٢) سورة التوبة ٩ : ٣٢ .
(٣) تقدم في ص : ١٥٩ .
(٤) مجمع البيان ٢ : ٢١٠ .