أعني يعتقدون عقيدة الأشعري لا يخرج منهم إلّا مَن لحق منهم بالمعتزلة ، والحنابلة أكثر فضلاء متقدّميهم أشاعرة لا يخرج منهم إلّا من لحق بأهل التجسيم وهم في هذه الفرقة من الحنابلة أكثر من غيرهم (١) ، انتهى .
أقول : قال عبد اللَّه الميورقي ما لفظه : ولم يكن أبو الحسن الأشعري أوّل متكلّم بلسان أهل السنّة ، إنّما جرى على سنن غيره ، أو على نصرة مذهب معروف فزاد المذهب حجّة و بياناً ، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به ، ألا ترى أنّ مذهب أهل المدينة تنسب إلى مالك ومن كان على مذهب أهل المدينة يقال له : مالكي ، ومالك إنّما جرى على سنن من كان قبله ، وكان كثير الاتّباع لهم إلّا أنّه لما زاد المذهب بياناً وبسطاً عزى إليه ، كذلك أبو الحسن الأشعري لا فرق ، ليس له في مذهب السلف أكثر من بسطه وشرحه وتواليفه في نصرته ، انتهى موضع الحاجة (٢) .
فابن تيميّة وابن القيم وأتباعهما يكفّرون كل الخلف والسلف عند التحقيق ، فاعرف عظم جرمهما وعظم جرأتهما على أهل السنّة .
ذكر الوهابية :
ومنهم : محمّد بن عبد الوهاب النجدي المبدع العنيد ، كان تولّده سنة ألف ومائة و إحدى عشرة بفرغانة قرية بنجد ومنشؤه هناك ، وأكثر مزاولة كتب ابن تيميّة وابن القيّم حتّى رسخ في قلبه عقيدته الفاسدة ، وألفت نفسه الخبيثة الإلحاد والضلال ، وتلك البدع والحشو مزجت بلحمه وعروقه
__________________
(١) طبقات الشافعية الكبرى ٣ : ٣٧٧ .
(٢) عنه في طبقات الشافعية الكبرى ٣ : ٣٦٧ ، وانظر : تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري لابن عساكر : ١١٨ .