پاشا (١) فوصل بجيوشه إلى الدرعيّة سنة ثلاث وثلاثين بعد المائتين والألف ، فأفنى وأباد من بقي منهم ، وكان تاريخ خروجهم من مكّة سنة ألف ومائتين وسبع وعشرين ، وقد أرّخ ذلك مفتي مكّة المفتي عبد الملك القلعي (٢) لمّا سأله مولانا الشريف غالب : هل أرّخت خروجهم ؟ فقال : ( قطع دابر الخوارج ) .
قال : سيأتي إن شاء اللَّه الكلام على محاربات مولانا الشريف غالب له (٣) .
في ردّ شبه ابن عبد الوهّاب
ولكن ينبغي أوّلاً أن نذكر الشبهات التي تمسّك بها في إضلال العباد ، ثمّ نذكر الردّ عليه ببيان أنّ كلّ ما تمسّك به زور وافتراء وتلبيس على العوام الموحّدين .
فمن شبهاته التي تمسّك بها :
الاُولى : زعمه أنّ الناس مشركون في توسّلهم بالنبي صلىاللهعليهوآله و بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين ، وفي زيارتهم قبره صلىاللهعليهوآله وندائهم له بقول :
__________________
(١) قائد من ولاة مصر ، ولد في ( نصرتلي ) بالقرب من ( قولة ) قدم مصر سنة ١٢٢٠ ه فتعلّم بها ، وأرسله أبوه سنة ١٢٣٠ ه بحملة إلى الحجاز ونجد ، ونزل له أبوه عن الإمارة سنة ١٢٦٤ ه ، ومرض بعد أيّام فتوفي قبل وفاة أبيه . الأعلام للزركلي ١ : ٧٠ .
(٢) ابن عبد المنعم بن تاج الدين الحنفي . فقيه أقام بمكّة وأفتى بها ، وتوفّي بها سنة ١٢٢٩ ه ، من آثاره : الكواكب الدرّيّة من فتاوى القلعية . معجم المؤلّفين ٦ : ١٨٥ .
(٣) خلاصة الكلام في بيان اُمراء البلد الحرام : ٣١٣ ـ ٣١٤ ، وكشف الارتياب في أتباع محمّد بن عبد الوهّاب : ٤٠ .