الفصل الحادي عشر في ذكر الخلف الصالح الإمام أبي القاسم محمّد بن الحسن العسكري ، وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، آتاه اللَّه فيها الحكمة كما اُوتيها يحيى صبياً ، وكان مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة ، واتّفق العلماء على أنّ المهدي هو القائم في آخر الوقت ، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره ، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره ، وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره ، و ينجلي برؤيته الظلم انجلاء الصبح من ديجوره ، و يسير عدله في الآفاق فيكون أضوأ من البدر المنير في سيره (١) ، انتهى بلفظه .
نصّ المحدّث عليّ المتّقي في شرح المشكاة :
ومنهم : الشيخ المحدّث ابن حسام الدين عليّ المتّقي المصنّف المكثر ـ الذي أفرد العلّامة الكفائي (٢) مصنّفاته في تأليف لطيف وهي نحو مائة مؤلّف سماه القول النقي في مناقب المتّقي ـ ومن مؤلّفاته : المرقاة في شرح المشكاة (٣) ، قال فيه بعد ذكر حديث اثنى عشريّة الخلفاء بعده صلىاللهعليهوآله ما لفظه : وقد حمل الشيعة الاثنى عشريّة على أنّهم من أهل بيت النبوّة متوالية أعم من أنّ لهم خلافة حقيقيّة يعني ظاهراً أو استحقاقاً ، فأوّلهم : عليّ ، ثمّ الحسن ، والحسين ، فزين العابدين ، فمحمّد الباقر ، فجعفر الصادق ، فموسى الكاظم ، فعليّ الرضا ، فمحمّد التقي ، فعلي النقي ،
__________________
(١) أخبار الدول وآثار الاُول في التاريخ ١ : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ .
(٢) كذا في النسخ والصواب : الفاكهي .
(٣) كذا في النسخ ، والظاهر وقوع سقط في العبارة أو تصحيف ، فإنّ المرقاة للملّا علي القارئ الهروي ، كما هو المعروف ، ولم نعهد أن لعلي المتّقي شرحاً على المشكاة .